
في تقرير نشرته وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بعد دراسة نفذت أثناء الإبادة الإسرائيلية بغزة..
كشفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية عن تضرر 226 موقعا أثريّا بقطاع غزة، جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر الذي طال معظم المواقع خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تل أبيب لأكثر من 15 شهرا.
وفي تقرير نشرته الأربعاء، وثقت دراسة نفذتها الوزارة أثناء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، "تضرر 138 موقعا أثريًا في غزة بشكل كبير، و61 موقعاً بشكل متوسط".
كما أصيب 27 موقعا آخر بأضرار بسيطة، بينما تم حصر 90 موقعًا دون أضرار، حسب الوزارة.
وأشارت إلى أنه "تم التوصل للنتائج بعد عمل مسح ميداني، وتحليل صور الأقمار الصناعية وجمع البيانات، ثم إعداد نموذج لكل موقع وإدخال البيانات الخاصة به، وتحليل المعلومات وتقييم الضرر الذي أصابها، بمشاركة 13 خبيرًا فلسطينيًا، ودعم فريق جامعة أوكسفورد البريطانية".
وبينت أنه جرى تقييم الميزانيات اللازمة لإعادة تعافي قطاع التراث الثقافي بـ 261.15 مليون يورو، تم تقسيمها إلى 3 مراحل، من أجل إنقاذ وبناء المواقع المهددة بالخطر وترميمها وإعادة تأهيلها.
ولفتت وزارة السياحة إلى أنه تم تنفيذ الدراسة أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع، من خلال فريق عمل ميداني تعرض لمخاطر عديدة بسبب عمليات القصف الإسرائيلية.
وأفادت الوزارة بأن "المواقع الأثرية التاريخية تعتبر جزءًا مهمًّا من تاريخ وهوية شعب فلسطين على أرضه، والاحتلال باستهدافه لهذه المواقع فهو يتعمد مسح وتدمير هذا الجزء المهم والركن الأساسي من أركان الهوية الوطنية الفلسطينية".
وفي وقت سابق الخميس، حذر عالم الآثار الفرنسي سيمون بريلود، من تدمير الجيش الإسرائيلي لأغلب المعالم التاريخية في غزة، مشيراً إلى أن ذلك يضع مستقبل الآثار في القطاع على المحك، ويطرح تساؤلات عديدة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بريلود الذي عمل عام 2013 مع فريق من علماء الآثار على القطع الأثرية التي اكتشفت أثناء الحفريات في غزة.
ويعد قطاع غزة، من المناطق القديمة تاريخيا، التي شهدت حضارات عدة مثل الفرعونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والكنعانية والفينيقية، وأخيرا الإسلامية التي جسدتها دول متعددة أبرزها المملوكية والعثمانية.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.