
تلقى تعليمه في العراق وتركيا قبل أن يعود إلى بلاده ليقود المقاومة ضد نفوذ روسيا القيصرية لإخضاع مسلمي القوقاز
مر على وفاة الزعيم السياسي والديني لأهالي شمال القوقاز، "الإمام شامل"، 148 عاما، وما زالت ذكراه حية في وجدان الداغستانيين.
وفي الرابع من فبراير/ شباط، من كل عام تحل الذكرى السنوية لوفاة "شامل"، المعروف في تركيا بـ"صقر" القوقاز، بفضل الحروب التي خاضها ضد روسيا القيصرية من أجل حرية القوقاز.
ولد "الإمام" في قرية "غيمري" بداغستان عام 1797، وسافر في شبابه إلى العراق وتركيا حيث تلقى العلم الشرعي، كما درس الأدب والتاريخ والعلوم، ثم عاد إلى القوقاز.
وبعد عودته، انخرط في مواجهة النفوذ روسيا القيصرية لإخضاع مسلمي القوقاز، وفي عام 1834 اختير "شامل" إماما لحركة المقاومة ضد الروس في داغستان بعد اغتيال قائد الحركة "حمزة بيك".
نظم الإمام شامل المقاومة على شكل جيش نظامي، وقاد كفاحا أسطوريا ضد الروس حتى عام 1859، وأوقع خسائر كبيرة في صفوفهم.
وتمكن من الاتفاق مع قادة الشيشان، ليوحدها مع داغستان تحت حكمه عام 1842.
وفي 1846 تمكن الإمام شامل من توحيد منطقة القوقاز إلى حد كبير.
واصل شامل معاركه ضد القوات الروسية في القوقاز وحقق العديد من الانتصارات، إلا أن الكفة بدأت تميل لغير صالحه بعدما عين الروس الأمير بارياتنسكي قائدا وواليا عاما للقوقاز عام 1856.
قسم بارياتنسكي القوات الروسية في القوقاز إلى 5 مجموعات عين على كل منها قائدا، وبدأ في معارك شرسة ضد الإمام شامل ومقاتليه، انتهت عام 1859 بهزيمة الإمام الذي وجد نفسه مجبرا على الاستسلام في 6 سبتمبر/ أيلول 1859.
نُقل الإمام شامل إلى مقر قيادة بارياتنسكي، ثم تم إرساله إلى سانت بطرسبرغ ومن ثم إلى كالوغا على بعد 190 كيلومتر من موسكو.
وفي عام 1869 انتقل الإمام شامل إلى كييف بناء على طلبه، وفي 31 مايو/ آيار من العام نفسه، وبعد الحصول على إذن من الروس، سافر إلى إسطنبول في طريقه للحج.
وفي إسطنبول استقبله السلطان عبد العزيز في قصر دولمه بهجة في 15 أغسطس/ أب 1869.
وخصص مكانا لإقامة الإمام شامل وعائلته في إسطنبول، وصُرف معاشًا شهريًا له، وكان من المتوقع أن يعود الإمام إلى إسطنبول بعد أدائه فريضة الحج.
غادر الإمام شامل إسطنبول في 25 يناير/ كانون ثاني 1870 في طريقه للحج، ولكنه لم يعد إليها، حيث وافته المنية في المدينة المنورة 4 فبراير/ شباط 1871، ودفن في البقيع.
ويحتل الإمام شامل مكانة كبيرة في قلوب وذاكرة شعوب القوقاز، نتيجة المقاومة الإسطورية القوية التي قادها ضد الروس على مدار سنوات.







