
عشية اجتماع مهم لقادة “تحالف المستعدين” الداعمين لأوكرانيا، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه القادة الأوروبيين، ملمّحاً إلى احتمال تقليص المشاركة الأميركية في محادثات السلام إذا لم تُلبِّ أوروبا شروط واشنطن.
وخلال اتصال جمعه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريخ ميرتس، قال ترامب إن المناقشات كانت “قوية”، مؤكداً أن واشنطن “لا تريد إضاعة الوقت” في اجتماعات لا تتضح فيها الأسس المشتركة.
ضغط أميركي… وقلق أوروبي
فيما يصفه مراقبون بأنه أحد أكثر الأسابيع حساسية في مسار الحرب، يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للانضمام إلى اجتماع موسّع يضم نحو 30 دولة، بعد تسليم نسخة محدّثة من مقترحات كييف للسلام.
وبرغم الترحيب الأوروبي بأي دفع نحو تسوية، لا تزال العواصم الأوروبية غير واثقة من قدرتها على تقديم ضمانات أمنية فعّالة لأوكرانيا في حال توقف القتال. وتشير مصادر دبلوماسية إلى تنامي القلق من تحوّل واضح في المزاج السياسي الأميركي، ولا سيما بعد طرح إدارة ترامب مسودة خطة سلام بدت أقرب للمطالب الروسية، وتتضمن الحدّ من قدرات الجيش الأوكراني وتنازل كييف عن مناطق في دونباس.
موسكو ترحّب… والشكوك تتزايد
رحّب الكرملين بزيارة مبعوثَي البيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ترامب هو “القائد الغربي الوحيد الذي يفهم أسباب الحرب”. غير أن محللين يرون أن موسكو لا تبدي استعداداً فعلياً لتقديم تنازلات، بل تتمسك بصيغة “تسوية شاملة” تعزّز مكاسبها الميدانية.
أزمة داخلية في كييف وتلويح بانتخابات
داخلياً، يواجه زيلينسكي ضغوطاً إضافية بعد إقالة رئيس ديوانه أندري يرماك وسط فضيحة فساد. وزاد ترامب من حدة الضغوط بتصريحاته التي دعا فيها أوكرانيا إلى تنظيم انتخابات رغم أن القوانين العسكرية تحظر ذلك.
وردّ زيلينسكي معلناً استعداده لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً “إذا أمّنت واشنطن وشركاؤها الظروف الأمنية”.
الميدان يشتعل
ميدانياً، تواصل روسيا هجماتها المكثفة في محيط باكروفسك وميرنوهراد، حيث تدور معارك شوارع وصفتها مصادر عسكرية أوكرانية بأنها “جحيم كامل”. وتبدو موسكو حريصة على تحقيق مكاسب إضافية قبل أي مفاوضات محتملة، في محاولة لفرض شروط أقرب إلى رؤيتها.









