
- العلاقات بين عمّان ونيودلهي ترسخت بفعل الزيارات واللقاءات المتبادلة على مختلف المستويات السياسية - الروابط الاقتصادية تمثل الركيزة الأساسية في الشراكة الثنائية، والهند رابع أكبر شريك تجاري للأردن - يركز التعاون بين البلدين بصورة متزايدة على قطاعات التكنولوجيا المتقدمة
تزامنا مع الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والهند، يتجه البلدان للانتقال بعلاقاتهما إلى مرحلة جديدة من "الشراكة الاستراتيجية"، في ظل الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إلى المملكة الاثنين.
وتأتي زيارة الضيف الهندي بدعوة من العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين، وفق تصريحات لسفير نيودلهي في عمان، مانيش تشوهان، لوكالة الأنباء الأردنية "بترا".
** زيارات متبادلة
العلاقات بين عمّان ونيودلهي ترسخت بفعل الزيارات واللقاءات المتبادلة والمستمرة على مختلف المستويات السياسية، والتي أكدت في مجملها على التفاهم السياسي والالتزام بتطوير الروابط الثنائية.
وأجرى الملك عبدالله الثاني، زيارتين رئيستين للهند؛ الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، حيث التقى بكل من الرئيس الهندي آنذاك، أبو بكر زين العابدين عبد الكلام، ورئيس الوزراء، مانموهان سينغ.
وشهدت هذه الزيارة التوقيع على اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
أما الزيارة الثانية فكانت في فبراير/ شباط 2018، وتم خلالها التوقيع على 12 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم في مجالات حيوية كالدفاع، والجمارك، والفوسفات، والثقافة.
إلى جانب ذلك، عقد الملك عبد الله مباحثات معمقة مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
وفيما يتعلق بالزيارات الهندية، أجرى الرئيس السابق للهند، براناب موخرجي، زيارة للأردن في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
وخلال الزيارة جرى توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، أبرزها في مجال النقل البحري، مما أسهم في تعميق العلاقات إلى مرحلة التعاون الاستراتيجي.
** الاقتصاد والاستثمار
تشكل الروابط التجارية والاقتصادية الركيزة الأساسية في هذه الشراكة الثنائية، حيث أصبحت الهند رابع أكبر شريك تجاري للأردن.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال عامي 2023–2024 نحو 2.875 مليار دولار أمريكي.
ويُعد مشروع الشركة الهندية الأردنية للأسمدة، الذي تبلغ تكلفته نحو 860 مليون دولار وافتُتح عام 2015، نموذجا ناجحا للتعاون الاستثماري الثنائي.
ويسهم هذا المشروع في إنتاج وتصدير حامض الفوسفوريك إلى الهند، مما يضمن تكاملا في الموارد الأساسية.
** التعاون التكنولوجي
يركز التعاون الثنائي بصورة متزايدة على قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، مستفيدا من التقدم الهندي بوصفه أحد "أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم".
وتفتح مجالات الشركات الناشئة، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، آفاقا واسعة للتعاون النوعي مع الأردن.
كما تضطلع الهند بدور محوري في بناء القدرات الأردنية من خلال المركز الهندي الأردني للتميز في تكنولوجيا المعلومات، الذي يقدم برامج تدريبية متقدمة، وأنشأته الهند في جامعة الحسين التقنية بعمان وافتتحته في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
يضاف إلى ذلك، توفير منح دراسات عليا، مع وجود ما يقارب 2500 خريج أردني من الجامعات الهندية، مما يعزز الجسور الثقافية والأكاديمية بين البلدين.
** الزيارة المرتقبة
تؤكد هذه المعطيات أن الشراكة الأردنية الهندية تتمتع بـ"إمكانات كبيرة، لا تزال غير مستغلة على نحو كامل"، وفق ما نقلته "بترا" عن السفير الهندي.
ولهذا، فإن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، تمثل "محطة تاريخية مفصلية في مسار العلاقات الثنائية ونقطة انطلاق جديدة ضرورية لدفع هذه العلاقات قدما"، وفق ذات المصدر.
ومن المتوقع أن تتضمن الزيارة، وفق الوكالة، "مباحثات جوهرية ومعمقة تترجم إلى نتائج عملية ذات أثر مباشر"، بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين، ويُفعّل التعاون ضمن إطار رؤية "الهند المتقدمة 2047" وخطط التحديث والتنمية الأردنية.
والأردن هو المحطة الأولى لمودي في جولته التي تشمل إثيوبيا وسلطنة عمان.






