15 يوليو/تموز المحاولة الانقلابية أمين غونر

أمين غونر

كان أمين غونر رجل الأعمال ذو الستة وأربعين عامًا من مواليد أنقرة أحد الملايين الذين زحفوا إلى الشوارع بعد نداء رئيس الجمهورية أردوغان ليلة محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز، وقد ذهب الى المركز الرئيسي لحزب العدالة والتنمية وقاوم هناك. غونر الذي تحرك للسيطرة على الدبابة الموجودة تحت يدي أحد الانقلابيين، ظل متعلقًا بالدبابة ومقاومًا لمسافة أربعة كيلومترات. ولكن انكسر عوده نتيجة تسريع الانقلابيّ للآلية وسقط شهيدًا.

غونر الأب لبنت في الرابعة من عمرها، كان من بين المواطنين الذين نجحوا في تفكيك جنازير إحدى الدبابات التي كانت متجهة نحو المركز الرئيسي لحزب العدالة والتنمية ورش الرذاذ والطلاء على زجاجها وإخراجها من الخدمة.

أربعة كيلومترات على ظهر الدبابة

سيطر غونر مع خمسة أشخاص آخرين دبابة وعساكر انقلابيين من منظمة غولن. ولكن وبعد دخول أحد العساكر الانقلابيّين إلى داخل الدبابة وتسييرها مجدّدًا، بدأ غونر والخمسة أشخاص الآخرون في مقاومتها. نجح واحد أو اثنان من المواطنين المتفانين في التماسك والنزول، أما الآخرون فقد دخلوا إلى داخل الدبابة من أجل شلّ حركة العسكري الانقلابيّ مظهرين شجاعة يُحتذى بها وقتل ثلاثتهم بالرصاص في مكانهم.

هجوم شامل على رئاسة هيئة الأركان
التشغيل 00:02:59
هجوم شامل على رئاسة هيئة الأركان
نظم الانقلابيّون الخونة هجومًا شاملًا استهدف مبنى رئاسة هيئة الأركان الليلة التي وقعت فيها محاولة الانقلاب الفاشلة. حيث هاجموا المبني جوًّا بواسطة إف- 16 التي حلقت بالقرب منه على مستوى منخفض، أمّا برًّا فكان بواسطة الدبابات. حيث قامت الدبابات بدهس كلّ سيارات الشرطة التي كانت تعيق طريقها وفتحت النار على المواطنيين الذين حاولوا التصدّي لها كما قامت بدهسهم. ولكن المواطنين نجحوا في إيقاف الدبابات بعد أن أغلقوا عدسات الرؤية بالقماش الثقيل.

"الشهادة آخر شيء"

تمسك غونر الذي بقي في الدبابة بمفرده، بمدفع الدبابة وقاوم مسافة أربعة كيلومترات. سقط غونر شهيدًا في مكان الحادثة في الساعة 00:40 نتيجة ضربة في رأسه بعدما حرّك العسكريّ الانقلابيّ مدفع الدبابة بسرعة.
ايلكنور غونر زوجة الشهيد التي تعلم للميادين ومقاومته للعسكر الخونة والتي قلقت على وضعه، أرسلت له رسالة في الساعة 1:42 ولكنّها لم تتلقَّ ردًّا. ايلكنور التي قالت أنّ زوجها كان يرغب بشدة في أن يموت شهيدًا، تحدثت قائلة "كان يقول لي أنّ هذا آخر شيء ممكن أن يحدث له. رأيت زوجي في منامي بعد أن استشهد وأراني مكانًا ليس موجودًا في الدنيا وقال أنّه مقام عليين."

"أبي البطل..."

غونر التي قالت أنّ ابنتها كانت دائمًا ما تقول له "أبي البطل"، أفادت قائلة "أحيانًا تبكي ابنتي، ونقول لها أنّ والدها مات شهيدًا. بالطبع لم نكن نعرف كيف نشرح لها هذه الكلمات المجردة فنقول لها أن والدها بطل."


وُري غونر الثرى في مقابر كارشيكايا في أنقرة بعد إقامة صلاة الجنازة عليه في مسجد كارشيكايا. لدى غونر الذي ارتقى شهيدًا في السادسة والأربعين من عمره طفلة في الرابعة من عمرها. كان غونر الذي تخرّج من جامعة الشرق الأوسط التقنية قسم الفيزياء، صاحب شركة أنظمة الأشعة الرقمية المحدودة.


تمّ إطلاق اسم الشهيد أمين غونر على مدرسة للأئمة والخطباء موجودة في مركز ولاية أغدير.

بلدان الشهداء
بلدان الشهداء
خلفت مقاومة محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز شهداء وصلت حصيلتهم إلى 248 شخصًا قد استشهدوا موزّعين على 59 ولاية، ومعظم الشهداء الذين لقوا مصرعهم كانوا من 5 ولايات هي: أنقرة، إسطنبول، يوزغات، تشوروم، وريزه.
شهداء 15 يوليو/تموز في أنقرة
شهداء 15 يوليو/تموز في أنقرة