الأسترالي مارتن: دفاعي عن القضية الفلسطينية قادني لاعتناق الإسلام

09:4726/12/2025, الجمعة
تحديث: 26/12/2025, الجمعة
الأناضول
الأسترالي مارتن: دفاعي عن القضية الفلسطينية قادني لاعتناق الإسلام
الأسترالي مارتن: دفاعي عن القضية الفلسطينية قادني لاعتناق الإسلام

الناشط الاسترالي روبرت مارتن : زيارتي إلى فلسطين عام 2014 كانت لحظة فاصلة، إذ شاهدت تفاصيل الحياة اليومية تحت الاحتلال الزيارة قلب عقلي رأسا على عقب ودفعتني إلى إعادة تقييم كل ما كنت اعتقده وفقا لوسائل الإعلام الغربية الوقائع رسخت لدي قناعة بأن ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية ليس حوادث معزولة بل سياسة ممنهجة عشت نحو 15 عامًا بين المسلمين ولم أسمع أحدهم يوما يدعو إلى القتل أو الإبادة

قال الناشط الأسترالي روبرت مارتن، الذي كرّس سنوات طويلة من حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية، إن تجربته الإنسانية ومعايشته الميدانية لمعاناة الفلسطينيين قادته إلى مراجعة قناعاته الفكرية، وصولًا إلى اعتناق الإسلام.

ويعد مارتن من أبرز الناشطين الدوليين بمواقفه الصريحة ضد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وشارك في يوليو/ تموز الماضي في السفينة "حنظلة" ضمن أسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وفي حديث للأناضول، أوضح مارتن أن اهتمامه بالقضية الفلسطينية بدأ قبل أعوام طويلة بعد تعرّفه على صديق فلسطيني، غير أن نظرته في تلك المرحلة كانت متأثرة بما تروّجه وسائل الإعلام الغربية والمواقف الرسمية لحكوماتها.

وأضاف أنه كان يصدّق تلك الروايات، ولم يكن يتخيّل حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون على أرض الواقع.

وأشار مارتن، إلى أن زيارته إلى فلسطين عام 2014 كانت لحظة فاصلة، إذ شاهد بنفسه تفاصيل الحياة اليومية تحت الاحتلال، ووقف على حجم القمع والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون بالضفة الغربية، الأمر الذي "قلب عقله رأسًا على عقب" ودفعه إلى إعادة تقييم كل ما كان يعتقده سابقًا.

ولفت إلى أنه ظل يتساءل بعد تلك الزيارة كيف يسمح العالم باستمرار هذا الواقع، ولماذا يُترك شعب كامل يواجه مصيره دون مساءلة حقيقية.

واعتبر مارتن أن ما جرى بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كشف بوضوح موقف الإعلام الغربي والحكومات الغربية، التي التزمت الصمت إزاء ما ترتكبه إسرائيل، وكأنها منحتها غطاءً لمواصلة القتل والتدمير.

وفي 8 أكتوبر 2023 بدأت إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة استمرت عامين وأسفرت عن نحو 71 ألف قتيل وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

** مشاهد مؤلمة

وتحدث الناشط الأسترالي عن مشاهد مؤلمة عايشها خلال وجوده في الضفة الغربية، بينها مقتل طفلة فلسطينية دهسًا على يد مستوطنين، وإطلاق جنود إسرائيليين النار على أطفال بدافع التسلية، ما أدى إلى إصابتهم بإعاقات دائمة.

وقال مارتن، إن هذه الوقائع رسخت لديه قناعة بأن ما يحدث ليس حوادث معزولة، بل سياسة ممنهجة.

وشدد على أن العالم "مطالب اليوم بالتحرك الجاد لمحاسبة إسرائيل"، معتبرًا أن "الاحتجاجات الشعبية العالمية بدأت تتسع، لكنها لا تزال دون المستوى المطلوب".

وأردف مارتن: "العالم بدأ ينتفض، لكننا نحتاج إلى موقف أقوى وأكثر وضوحًا".

**تجربة أسطول الحرية

وتوقف مارتن عند مشاركته في أسطول الحرية ضمن السفينة "حنظلة" لكسر الحصار المفروض على القطاع، موضحًا أنهم كانوا يبحرون على بعد نحو 80 كيلومترًا من سواحل القطاع عندما اعترضتهم القوات الإسرائيلية واقتادتهم بالقوة إلى ميناء أسدود.

وقال إنهم "واجهوا فور نزولهم عناصر مسلحة بأسلحة ثقيلة، في محاولة واضحة لترهيبهم وكسر إرادتهم"، مشيرًا إلى تعرضهم لضغوط نفسية واعتداءات جسدية، فضلًا عن عمليات تفتيش "مهينة ومتكررة".

وتابع: "كانوا (الإسرائيليون) يتعاملون مع الأمر وكأنه إجراء طبيعي، لكن بالنسبة لنا كانت تجربة قاسية منحتنا صورة، ولو جزئية، عن معاناة الفلسطينيين اليومية".

وأكد مارتن أن جنسيته الأسترالية لم توفر له أي حماية، لافتًا إلى أن بلاده لم تقدم له دعمًا يُذكر، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه بـ"الخوف من إسرائيل".

وفي 13 يوليو الماضي، أبحرت السفينة "حنظلة" من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من ذات الشهر، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطا وانقطع الاتصال بها في 24 من الشهر ذاته قبل أن تقطرها قوات البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود.

**الطريق إلى الإسلام

وعن رحلته مع الإسلام الذي اعتنقه في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال مارتن إنه عاش نحو 15 عامًا بين المسلمين، ولاحظ خلال تلك الفترة أنهم يدعون إلى السلام ويناصرون العدالة، مؤكدًا أنه لم يسمع يومًا مسلمًا يدعو إلى القتل أو الإبادة.

وأوضح أنه قرأ القرآن الكريم قبل نحو عشر سنوات، ووجده من أكثر الكتب عمقًا وتأثيرًا، مشيرًا إلى أن اقترابه من الإسلام ازداد خلال الأشهر الأخيرة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار اعتناق الدين الإسلامي عن قناعة تامة.

وقال مارتن: "عندما تفهم معاني القرآن الكريم، وتدرك جماله ومرونته وطبيعته المنفتحة التي تخاطب الإنسان أينما كان، تتساءل فعلًا لماذا لا يكون الجميع مسلمين".

وأكد أنه سيكرّس ما تبقى من حياته للتعريف بالإسلام والدفاع عن القضية الفلسطينية، معتبرًا أن الصمت تجاه ما يحدث تصرف غير مسؤول.

ولفت مارتن إلى أن التعاطف العالمي مع فلسطين أكبر بكثير من الخوف الذي تحاول بعض الحكومات تكريسه، وختم حديثه بالقول: "فلسطين حرة".


#أستراليا
#إسرائيل
#روبرت مارتن
#غزة
#فلسطين