
بهدف إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا الدائرة منذ فبراير 2022..
أفاد مسؤولون أمريكيون بإحراز تقدّم مهم بالمباحثات الجارية في برلين بهدف إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وكشفوا عن "حزمة سلام" وُصفت بأنها "الأوسع" تشمل ضمانات أمنية قوية شبيهة بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتنص المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن الهجوم المسلح ضد أحد أعضاء "الناتو" يعتبر هجوما ضدهم جميعا.
وأوضح المسؤولون في إحاطة لمراسلي البيت الأبيض، الاثنين، أنه بعد اجتماعات استمرت أكثر من يومين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، تم التوصل إلى "توافق حقيقي بشأن عدد من القضايا الحاسمة" المتعلقة بـ"حزمة السلام".
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين في الإحاطة إن الخطة المؤلفة من 20 بندًا نوقشت بالكامل، واصفًا المحادثات بأنها "إيجابية حقًا من جميع النواحي".
وبحسب المعلومات، تحتل الضمانات الأمنية موقعًا محوريًا في الاتفاق المرتقب أن يتبلور، وجرى تعريفها على نحو يشبه المادة الخامسة من معاهدة "الناتو".
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن الحزمة تتضمن آليات شاملة للرصد والتحقق والردع ومنع النزاعات، مؤكدين أنها "أقوى بروتوكول أمني" اطّلع عليه الأوكرانيون والأوروبيون حتى الآن.
وأشاروا إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، فسيُعرض المقترح على مجلس الشيوخ الأمريكي.
وبيّن المسؤولون أن الولايات المتحدة ستقدّم هذه الضمانات لفترة زمنية محدودة، وأنها لن تكون دائمة، مشددين على أن الهدف هو وقف توسّع روسيا باتجاه الغرب بشكل دائم.
كما ذكروا أن نحو 90 بالمئة من القضايا العالقة بين أوكرانيا وروسيا يمكن حلّها، غير أن بعض المسائل الجوهرية لا تزال قيد المباحثات.
** أبعاد اقتصادية ودبلوماسية
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الاتفاق لا يقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل يحمل أهمية اقتصادية ودبلوماسية أيضًا.
ووفقًا لهم، "تهدف الولايات المتحدة إلى ضمان مستقبل مشرق ومزدهر لأوكرانيا"، في حين تعتقد أن إعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي من شأنها خلق حوافز تقلّل من احتمال عودتها إلى الحرب مستقبلًا.
ويُنظر إلى هذا النهج على أنه بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار الأوروبي والعالمي.
** ترامب يتابع عن كثب
وأوضح المسؤولون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتابع العملية عن كثب، وأن فريق التفاوض قدّم له إحاطتين حول سير المباحثات.
وأضافوا أن أولوية ترامب هي "إنهاء الحرب فعليًا عبر ضمانات أمنية قوية جدًا، ومنع تكرار أزمات مماثلة".
كما أشاروا إلى أن ترامب سيتوجّه بمخاطبة مباشرة إلى القادة الأوروبيين للتأكيد مجددًا على دعمه لمسار المفاوضات.
وفي سياق متصل، من المتوقع عقد اجتماع تفصيلي الأسبوع المقبل في مدينة ميامي، حيث يُرجّح أن يقضي ترامب عطلة رأس السنة، وذلك بمشاركة فرق عمل وخبراء عسكريين لبحث التفاصيل على الخرائط.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت أعلن البيت الأبيض مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.
ومؤخرا نشرت وكالة "أسوشييتد برس" خطة مكونة من 28 بندا قالت إن الإدارة الأمريكية أعدتها لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب تقارير إعلامية اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة، منها ما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام إلى "الناتو" نهائيًا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.









